ما هو اضطراب القلق؟

Anxiety Disorder
اضطراب القلق - مدونة ريشة الأمل

اضطراب القلق - مدونة ريشة الأمل
يندرج اضطراب القلق تحت فئة الأمراض النفسية، فالشخص المصاب باضطراب القلق تكون استجابته لمواقف معينة متصفة بالخوف الشديد، وقد تظهر عليه أعراض جسدية مثل فرط التعرق وسرعة ضربات القلب.
الشعور بالقلق أمر طبيعي في مواقف معينة مثل: مواجهة تحديات العمل، أو حضور المقابلات، أو إجراء الاختبارات، أو اتخاذ قرارات مهمة، ويمكن أن يكون هذا الشعور مفيداً في بعض الأحيان، فعندما يتعرض الإنسان لموقف خطير، يكون القلق آلية ممتازة للدفاع عن النفس والتركيز على السلامة.
ولكن عندما يتجاوز القلق المستوى الطبيعي؛ تكون هناك مشكلة، فيكون الشخص غير قادر على أداء مهامه اليومية المعتادة، ويصبح رد فعله أقوى عند إثارة مشاعره، ولا يستطيع التحكم في طريقة استجابته للمواقف.
أنواعه:
اضطراب القلق العام (GAD):
الشعور بالقلق من حين لآخر يعد أمرًا طبيعيًا، خاصة إذا كانت الحياة مليئة بالتحديات. ومع ذلك، عندما يصبح القلق مستمرًا بشكل زائد ويصعب السيطرة عليه، ويتعارض مع الحياة اليومية، فقد يكون ذلك إشارة إلى إمكانية وجود اضطراب القلق العام.
اضطراب الهلع:
Panic Attacks نوبات الهلع |
نوبة الهلع تصيب الشخص بشكل مفاجئ وتسبب ردود فعل قوية في مواقف ليست بتلك الخطورة ولا تستدعي القلق، ولكنها تجعله يشعر بالقلق الشديد وفقدان السيطرة، ويمكن أن يشعر بأعراض النوبة القلبية والاختناق، ومن ضمن أعراضها التعرق وآلام في الصدر وتسارع ضربات القلب.
اضطراب القلق الاجتماعي:
جميعنا يشعر بالتوتر في بعض المواقف الاجتماعية، فمثلاً عند إلقاء محاضرة أو عرض تقديمي أمام مجموعة من الناس، يكون الشعور بالقلق والتوتر أمراً طبيعياً، ولكن في حالة اضطراب القلق الاجتماعي(الرهاب الاجتماعي) تسبب المواقف اليومية الطبيعية قلق شديد للشخص وشعور بالحرج والخوف من التقييم السلبي والانتقادات.
الرهاب المحدد أو الفوبيا:
الفوبيا Phobia |
الفوبيا هي الخوف المفرط من أشياء أو مواقف لا تبدوا بتلك الخطورة، ولكنها تجعل الشخص المصاب يشعر بقلق بالغ، ويقوم بتجنبها للتقليل من التوتر، و من أمثلتها: الخوف من حيوان أو كائن معين والخوف من المرتفعات، وتستمر حالة الرهاب المحدد أو الفوبيا لفترات طويلة على عكس القلق الطبيعي وإذا لم تُعالج يمكن أن تستمر مدى الحياة.
رهاب الميادين(Agoraphobia):
رهاب الميادين هو الخوف من الأماكن أو المواقف التي تسبب الشعور بالمُحاصرة والعجز، مثل الخوف من استخدام وسائل النقل العام أو التواجد في مكان مزدحم أو الوقوف في طابور وأيضا الخوف من الأماكن المفتوحة أو المغلقة.
اضطراب قلق الانفصال:
من الطبيعي أن يمر الأطفال بمرحلة من القلق عند الانفصال عن الوالدين أثناء المرحلة الأولى من الطفولة، ولكن معظمهم يتغلب على هذا الشعور عندما يبلغ عمر 3 سنوات، ولكن في بعض الحالات يكون القلق أكثر شدة وخطورة وهو ما يعرف ب(اضطراب قلق الانفصال) ويبدأ في مرحلة مبكرة قبل دخول المدرسة، وقد يصيب الأشخاص البالغين أيضا عند مفارقة شخص مقرب ويسبب التفكير في حدوث أشياء سيئة للأشخاص المقربين.
الصمت الانتقائي:
هو نوع من اضطراب القلق الاجتماعي، حيث يمتنع الأطفال الذين يتحدثون بشكل طبيعي في المنزل عن التحدث في الأماكن العامة مثل المدرسة. يظهر الصمت الانتقائي غالبًا في مراحل الطفولة، وقد يؤثر بشكل رئيسي على القدرة على التواصل الاجتماعي.
اضطراب القلق الناتج عن الأدوية:
استخدام بعض الأدوية أو المخدرات غير القانونية، أو عدم تناول بعض العقاقير، يمكن أن يحفز بعض أعراض اضطراب القلق.
ما هي مسببات الإصابة باضطراب القلق؟
هذا المرض العقلي لا ينتج عن عيوب مثل ضعف الشخصية ومشاكل التربية، وأسبابه الفعلية غير مفهومة تماماً، ولكن هناك مجموعة من العوامل تساعد على تطوره، ومن أهمها انعدام التوازن الكيميائي، فعندما يكون الشخص تحت ضغط مستمر و يشعر بإجهاد في معظم الأوقات؛ فإن هذا يؤدي إلى تغيير التوازن الكيميائي المسؤل عن تنظيم الحالة المزاجية وقد يسبب الإصابة باضطراب القلق.
العوامل البيئية أيضا من أهم ما يحفز اضطرابات القلق، فعندما يتعرض الشخص لمواقف وأحداث مؤلمة؛ فإن هذا يجعله عرضة للإصابة باضطرابات القلق، ويكون بشكل أقوى عند الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي، ومن هنا نلاحظ أن عامل الوراثة له دور كبير في زيادة فرص الإصابة بهذا المرض، لأنه يوجد عنصر وراثي مسؤول عن اضطرابات القلق، فقد يرث الشخص قابلية الإصابة من أحد والديه أو كلاهما مثل الصفات الأخرى الموروثة كلون العين.
كيف تعرف أنك مصاب باضطراب القلق؟
تشمل علامات وأعراض القلق الشائعة ما يلي:
- شعور مستمر بالتوتر أو القلق دون سبب واضح.
- الشعور بالخطر الوشيك أو الذعر أو الهلاك: توقعات سلبية متكررة بشأن المستقبل بشكل غير معقول.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- التنفس السريع (فرط التنفس).
- التعرق: إفراز العرق بشكل غير عادي بسبب التوتر.
- يرتجف الجسد بشكل غير قابل للتحكم.
- الشعور بالضعف أو التعب: تجربة الإعياء أو فقدان الطاقة.
- صعوبة في الانتباه أو التركيز على مهام أخرى بسبب التفكير المستمر في القلق.
- صعوبات في النوم: مشاكل في النوم، مثل الصعوبة في الغفوة أو البقاء نائمًا.
- مشاكل في الجهاز الهضمي (GI): مثل الغثيان أو الألم في المعدة.
- صعوبة في السيطرة على القلق.
- تجنب الأماكن أو الأنشطة التي يتوقع أن تسبب القلق.
هذه العلامات والأعراض قد تكون حاضرة بشكل متفاوت وتختلف من شخص لآخر، ولكنها تشير إلى وجود اضطراب قلق.
كيف يمكن علاج اضطراب القلق؟
هناك طرق مختلفة لعلاج اضطرابات القلق ويختار المعالج النفسي الخاص بالمريض الطريقة المناسبة لعلاجه بناءاً على معطيات الحالة، وهذه الطرق تشمل:
العلاج النفسي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو نوع من العلاجات عن طريق الحديث. يساعد المريض على: تعلم طرق فعّالة للتفكير والتفاعل في المواقف اليومية، مما يمكن أن يساهم في تحسين الحالة الذهنية. يركز على التحديات الحالية بدلاً من التركيز على التجارب السابقة. يهدف إلى تحسين الراحة النفسية من خلال فهم الروابط بين أفكار وتصرفات ومشاعر المريض.
- العلاج بالتعرض: يهدف العلاج إلى تحسين جودة الحياة والتخلص من شعور الخوف.عندما يتعلم المريض كيفية التحكم في استجابته وأفكاره ومشاعره، ويستعيد السيطرة على حياته.
- علاج القبول والالتزام (ACT): يستخدم اليقظة الذهنية وتحديد الأهداف لإدارة الأفكار السلبية وتقليل القلق، ويساعد على زيادة المرونة النفسية، وتعزيز القدرة على الاتصال باللحظة الحالية بشكل كامل كإنسانٍ واع. يساعد أيضًا في تغيير السلوك أو الاستمرار فيه.
يمكن أن تكون مجموعات المساعدة الذاتية أو الدعم مفيدة، ولكن نصائحهم يجب أن تكون مكملة للتوصيات المهنية، وليس بديلاً عنها.
الدواء:
- مضادات الاكتئاب: يمكنها تخفيف أعراض القلق عن طريق التأثير على المواد الكيميائية المنظمة للمزاج في الدماغ.
- الأدوية المضادة للقلق (البنزوديازيبينات): توفر تخفيفًا سريعًا للأعراض ولكنها تأتي مع خطر التعود والاعتماد.
- حاصرات بيتا: تستخدم لارتفاع ضغط الدم، ويمكنها أيضًا التحكم في الأعراض الجسدية للقلق.
لا يمكن للمريض استخدام الدواء بدون استشارة الطبيب النفسي لتحديد الدواء المناسب لحالته.
تقنيات إدارة الإجهاد:
يمكن أن تكمل التمارين الرياضية واليقظة والتأمل العلاج عن طريق تقليل أعراض القلق، وينبغي مناقشة هذه التقنيات مع مقدم الرعاية الصحية للحصول على إرشادات شخصية.علاج هذا المرض يتم بشكل فردي، وقد يتضمن النهج الشامل العلاج النفسي والأدوية ومجموعات الدعم وتقنيات إدارة التوتر.
تجربة شخصية:
شخصياً تعرضت لتجربة اضطراب الهلع أثناء جائحة كورونا ولم أكن أعلم شيئاً عن هذا الشعور، فكنت دائماً أقلق من أن أصاب بهذا الفيروس أو أن يصيب أحد أفراد عائلتي ، وتطور هذا القلق إلى شعور بالاختناق و قلة نوم و فقدان شهية ، ومن ضمن الأشياء التي ساعدتني على فهم هذا الشعور، البحث والقراءة في مصادر العلم النفسي وخصوصاً كتاب دع القلق وابدأ الحياة للكاتب والمؤلف في علوم تطوير النفس (Dale Carnegie).
أما على الجانب الروحاني، فقد ساعدني التأمل والمحافظة على الأذكار وقراءة القرآن على الشعور بالطمأنينة، وساعدتني ممارسة الرياضة والمشي كثيراً في الحد من الأفكار السلبية والتخلص منها.